لابد أنكم سألتم أنفسكم يوماً ما هو الفرق بين البيكنغ باودر و البيكنغ صودا رغم أن كلاهما يستخدمان بالخبز و عمل الكيك ؟
قبل البدء بالحديث عن الفرق بين البيكنج بودر و بيكربونات الصودا علينا أن نتفق على المسميات بمختلف البلدان
البيكنج بودر و هو ( Baking Powder ) و يسمى مسحوق الخبز أو في بعض البلدان خميرة كيميائية و بعض العوام يطلقون عليه اسم بكم بودر
أما البيكنج صودا و هو ( Baking Soda ) و يسمى صودا الطبخ أو بيكربونات الصوديوم و بعض العوام يطلقون عليه اسم كربونة .
سأقوم بشرح الفرق بينهما عن طريق مجموعة من الأسئلة
- ما الفرق بين البيكنج بودر و البيكنج صودا ؟
رغم أن المادتين تعتبران من المواد المخمرة للعجين و تضاف للمخبوزات قبل الطهي لإنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم في ارتفاع تللك المخبوزات بعد خبزها إلا أن هناك فرق كبير بينهما كيميائياً .
صودا الطبخ هي بيكربونات صوديوم نقية ( عنصر قلوي ) و هي أقوى بثلاث حتى أربع مرات من البيكنج بودر, عندما يتم خلطها مع المواد الرطبة ( السائلة ) و عنصر حمضي مثل ( اللبن الزبادي , الشوكولا , البتر ميلك أو العسل ) فإن تفاعل كيميائي يحدث منتجاً فقاعات من غاز ثاني اكسيد الكربون التي تتمدد بدورها بحرارة الفرن مما يؤدي إلى ارتفاع المخبوزات و الكيك , و يبدأ عمل صودا الطبخ فور خلط المكونات لذلك يجب خبز الوصفات التي تحتوي عليها فوراً و إلا لن ترتفع المخبوزات جيداً .
البيكنج بودر يحتوي في تركيبته على بيكربونات الصوديوم مع عامل حمضي هو ( كريم التارتار ) بالإضافة إلى نشاء الذرة لامتصاص الرطوبة و هذا ما يفسر أن صودا الطبخ تتكتل عند تخزينها في حين أن البيكنج بودر فإنه لا يتكتل .
- ما هي أنواع البيكنج بودر ؟
لا أقصد الماركات و العلامات التجارية و إنما أقصد أنواعها من حيث التفاعل في المخبوزات حيث يتوفر في الأسواق نوعين هما :
النوع الأول : مسحوق أحادي التفاعل ( single-acting ) يبدأ مفعول هذا النوع بمجرد خلطه بالسوائل مطلقاً فقاعات من غاز ثاني أكسيد الكربون , لذلك يجب خبز الوصفات التي تتضمن هذا النوع على الفور بعد خلطه .
النوع الثاني : مسحوق مزدوج التفاعل ( double-acting ) و هو يتفاعل في المخبوزات على مرحلتين , حيث أن جزء من الغاز يتم اطلاقه في العجين عند إضافة المسحوق للوصفة ( أي في درجة حرارة الغرفة ) لكن غالبية الغاز يتم انطلاقه في الفرن مع ارتفاع درجة الحرارة مما يعني ان فرصة الفشل ستكون أقل بإذن الله .
- متى نستخدم مسحوق الخبز ( بيكينغ بودر ) أو صودا الطبخ ( بيكينغ صودا ) ؟
استخدام أحد المنتجين يعتمد على بقية العناصر الموجودة في الوصفة و الهدف الرئيسي من اختيار أحد النوعين هو الحصول على طعم لذيذ و قوام رائع .
صودا الطبخ هو عنصر أساسي كما ذكرت سابقاً لكنه يعطي طعم مر إلا إذا خلط مع عنصر حمضي و ستجدونه مستخدما في وصفات الكوكيز و بعض وصفات الكيك , انظر وصفة ( كاتو الخرما الطري بالبهارات )
البيكنج بودر حيادي من حيث الطعم لأنه يحتوي على صودا طبخ مع حمض كريم التارتار و يستخدم في عمل الكيك أكثر و البسكويت
بعض الوصفات تتطلب استخدام البيكنج بودر مع البيكنج صودا و بكميات مختلفة , كما في وصفة كب كيك القهوة و أيضاً وصفة كيكة التمر بالبهارات .
- هل يمكنني الاستعاضة عن احد المنتجين بالآخر ؟
إذا كانت لديك وصفة تتطلب استخدام بيكربونات الصوديوم , يمكنك الاستعاضة عنها بالبيكنج بودر ( لكن سنحتاج إلى استخدام كمية أكبر من مسحوق الخبز بثلاث أو أربع مرات لترتفع المخبوزات بالشكل المطلوب ) و هذا قد يؤدي في النهاية إلى طعم مر في الوصفة .
يمكنك استبدال البيكينغ باودر ( مسحوق الخبز ) بصودا الطبخ مع مراعاة زيادة عنصر حمضي إلى الوصفة , لكن هذا سيؤدي إلى تغيير طعم و قوام المخبوزات ( لا ننسى هنا أن نستخدم كمية أقل من صودا الطبخ لأنها أقوى بأربع مرات أكثر من مسحوق الخبز ).
الخلاصة : أنصحك بالتقيد بالوصفة لضمان عدم حدوث مفاجآت غير سارة بعد الانتهاء من الخبز .
- كيف اختبر فاعلية البيكنج بودر و البيكنج صودا ؟
يتم تنشيط البيكنج بودر من خلال الرطوبة و الحرارة معاً لذلك لاختبار فاعليته امزج ملعقة صغيرة منه مع ثلث كوب من الماء الساخن , إذا كان المسحوق نشط فالمزيج سيعطي الكثير من الفقاعات , تأكد من استعمالك للماء الدافئ أاو الساخن , الماء البارد لا يصلح لهذا الاختبار .
أما صودا الطبخ ذكرت مسبقاً أنها تتفاعل مع الحموضة لذلك لاختبارها قم بمزج قطرات من الخل او عصير الليمون مع كمية قليلة منها فإذا كانت نشطة ينبغي ان تطلق الكثير من الفقاعات , إذا كنت لا ترى الكثير من الفقاعات فقد حان الوقت لاستبدال صودا الطبخ الخاصة بك .
- هل يوجد أضرار صحية أو تأثيرات جانبية لمساحيق الخبز؟
بيكربونات الصوديوم أو (البيكينغ باودر) جيدة التحمل بصفة عامة. ومع ذلك، قد تسبب الجرعات العالية الصداع، الغثيان أو التهيج لذلك يجب عدم الإفراط في تناولها .
المصادر :
بعض كتب الطبخ التي أقتنيها إضافة إلى هنا و هنا